منتديات نجفيون
المقابلة GpP01
منتديات نجفيون
المقابلة GpP01
منتديات نجفيون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  تسجيل الدخولتسجيل الدخول  تسجيلتسجيل  
عاجل-عاجل- نتائج السادس الاعدادي بفرعيه العلمي والأدبي الدور الثالث إضغـــــــــــــط هنــــــــــــــــــا للتحميل
عاجل-عاجل- نتائج الثالث المتوسط الدور الثالث لكل محافظات العراق إضغــــــــــــط هنـــــــــــــا لتحميل النتائج
اخر المواضيع
قائمة الاعضاء
افضل 20 عضو
الدخول

حفظ البيانات؟

 

 المقابلة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رزاق الميالي
محمدُ في قلبي
محمدُ في قلبي
رزاق الميالي


دولتي : المقابلة 123
الجنس : ذكر
الساعة :
عدد المساهمات : 514
نقاط : 1526
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/09/2012
الأوسمة :



المقابلة Empty
مُساهمةموضوع: المقابلة   المقابلة Emptyالأربعاء أكتوبر 03, 2012 1:28 pm


المقابلة: فهي : أن يؤتى بمعنيين متوافقين، أو معانٍ متوافقة، بما يقابل ذلك على الترتيب، فهي : ترتّب الكلام على ما يجب، فيعطى أوّل الكلام ما يليق به أولاً، وآخره ما يليق به آخراً، ويؤتى في الموافق بما يوافقه، وفي المخالف بما يخالفه، وأكثر ما تجيىء المقابلة في الأضداد، فإذا جاوز الطباق ضدين كان مقابلة(38). غير أنّ السكاكي (ت/626هـ)، عرّف المقابلة بقوله:

«أن يُجمع بين شيئين متوافقين، أوأكثر، وبين ضديهما»(39) . فقد أجاز الجمع بين شيئين، وبين ضديهما. غير أن الجمع بين المعنى وضده؛ ليس: مجرد وجود كلمتين متضادتين، كا (لموت)، و (الحياة)، فلا قيمة لهذا التضاد إلاّ بقدر إثارته داخل السياق جميعه، لمشاعر غنية تتصل بالصورة العامة للموقف(40).

ومن هذه المقابلات ما جاء في قوله تعالى: ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ))(42)، قابل (مسفرة) بـ( عليها غبرة)، وقابل (ضاحكة مستبشرة) بـ( ترهقها قترة). فهناك وجوه، أشرق الإيمان عليها، فبدت مضيئة ضاحكة مستبشرة، وهناك وجوه؛ تقابلها, لم تظهر على طبيعتها، بل تغيرت لِما يعلوها من غبار ـ كناية عن الهمّ والغمّ، الذي يصيب الكافر ـ فتتغير معالم وجهه، فتسودُّ.

قامت (المقابلة) بتوضيح أجزاء الصورة وإبرازها، وزيادة على هذا، فقد أثار ـ التضاد ـ مشاعر ثرية اتصلت بسياق النظم الكلي للصورة ـ للمعنى ـ ولعلّ ما أثاره التضاد في السياق، يكون من تقديم صورة الوجوه المؤمنة المضيئة، الضاحكة المستبشرة، على الوجوه المعتمة التي يعلوها الغبار، وقد سوّدتها الذنوب، إذ إنّ صورة الوجوه المضيئة أكثر وقعاً، وتعلّقاً، وثبوتاً في النفس، من صورة الوجوه التي قبحت. وما علق وثبت تبقى صورته في الذهن، حتى وإن تعاقبت الصور وتلاحقت, فالبقاء للأثبت، والأكثر ظهور، والله أعلم.

وخلاصة القول؛ فإنّ المقابلة : أن يقابل الشيء ضده، أو ما ليس بضده, فالأول؛ كالسواد والبياض، وهو قسمان ؛ مقابلة اللفظ والمعنى، والثاني : مقابلة بالمعنى لا باللفظ(43). فأمّا الأول؛ كقوله تعالى: ((وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ))(44)، فالآية اشتملت على ثلاث صفات في صدرها، وضدها ثلاث صفات, في عجزها. (يحلّ)، ضدّ (يحرّم)، و(لهم)، ضدّ (عليهم)، و(الطيبات) ضدّ (الخبائث). على الترتيب, فالمقابلة تمت بين أول الآية، وبين آخرها، مقابلة تضاد في اللّفظ والمعنى.

ومن هذا التضاد؛ قول الإمام، حينما سُئل أن يصف (الله) مثل ما يراه، ـ تعالى عن المثل ـ فغضب، وصعد المنبر, وهو متغيّر اللون، وقال : «فأشْهَدُ أنّ مَنْ شَبَّهَكَ بِتَباينِ أعْضَاءِ خَلْقِكَ، وتَلاحُمِ حِقَاق مَفاصِلِهم، المُحتجِبة لتَدْبير حِكْمتِكَ، لم يَعْقِد غَيْبَ ضميرَه على مَعْرفَتِكَ...»(45).

قابل (التباين) بـ(التلاحم) على الترتيب، والضدّ، فإنّ (التباين) ضدّ (التلاحم) لفظاً ومعنىً، وقد وقعت لفظة (التباين) في أول الكلام، وضدّها في آخره، واختار( التباين) للأعضاء موافقةً للمعاني، وقابلها بـ(التلاحم) لحقاق المفاصل، وهذه من المقابلات التي تشتاق إليها النفس، ويهشُّ لها الخاطر.

فلو قال : (بتباين حقاق مفاصلهم)، كان قوله مفسدة لهذا الفن، لأنّ (حقاق المفاصل)؛ صغارها(46)، فكيف تختلف وتتباين في ما بعضها وهي مستورة خفية لا تُرى, ولو شوهدت ليبست رباطاتها(47)، وإنّما تتلاحم في ما بعضها، ولو قال: (تلاحم أعضاء خلقك)، فالمعروف؛ أنّ الأعضاء، إذا التحمت؛ تشوّهت، وقبحت(48)، فلم يجُز له ذلك، فخالف بين اللفظين لاختلاف المعنيين على ترتيبهما، في الأول والآخر من قول الإمام، فالغرابة هنا ليس منشؤها لفظي المقابلة، وإنّما في استعمال اللفظين داخل سياق النظم.

ومثل هذا أيضاً ـ مقابلة اللفظ والمعنى ـ قول الإمام في (النهج): «...وقد أَدْبَرَتْ الحِيلةُ، وأقبلتْ الغِيلةُ، ولاتَ حِيْنَ مَناصٍ، قَدْ فَاْتَ مَا فاتَ، وذَهَبَ مَا ذَهَبَ، وَمَضَتْ الدُّنْيا لِحالِ بَاْلها، (فَما بَكَتْ عَلَيْهم السَّمَاءُ وَالأَرَضُ، وَمَا كَاْنُوا مُنْظَرِينَ)»(49). لفظا (أدبرت)، و(الحيلة)، وقعتا في أول الكلام، وضديهما في آخره، واختار (الإدبار) للحيلة، وقابله بـ(الإقبال) للغيلة. فخالف بين اللفظين، لاختلاف المعنيين على ترتيبهما في أوّل وآخر الكلام. والغرابة ليست في (المقابِل، والمقابَل) بل في النظم الكلّي للنصّ.

(أدبرت الحيلة): ولَّت، و(أقبلت الغيلة): أي: الشر، ومنه؛ قولهم: (وفلان قليل الغائلة)، أويكون بمعنى الإغتيال(50). يقال: قتله غيلةً، أي : خديعةً، يذهب به إلى مكان، يوهمه أنّه لحاجة ثم يقتله. هذا هو المعنى.

أما السياق ؛ فيعني : أنّه لا ثمر للندم، ولا منفعة في (العضِّ) على اليدين، والصفق بالكفين، ولا فائدة في الأنداء على الرأي، والرجوع عن العزم، والحال قد ولّى، وأقبل الهلاك، والاغتيال، لأنّ الحيلة للخلاص من العقاب، والتدبّر، وللفوز بالثواب، إنّما هو قبل أن تغتاله مخالب المنية، كما قال ـ تعالى ـ ((إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ))(51).

فإذا أنشبت المنية أظفارها فلاتوبة كما قال تعالى ((وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ))(52) ولو قال : ((رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ))(53) يقال له : ((كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها))(54). فانقطع العلاج، وامتنع الخلاص.

وهذا كلّه عرفناه من السياق، الذي غرب لاحتواء نظمه على (المقابلة) فقد أثارته بمؤثرات اتصلت بالصورة العامة للنصّ.

وأما القسم الثاني من القسم الأول؛ وهو مقابلة الشيء بضده بالمعنى لا باللفظ، وهو مقابلة المفرد بالمفرد(55)، ولا يعنيني هذا، لأنّ البحث في غرابة النظم وليس في المفرد .

وأما القسم الثاني: مقابلة الشيء لما ليس بضده(56)، فأمّا أن يكون مِثلاً أو مخالفاً، فالأوّل على ضربين؛ مقابلة المفرد بالمفرد(57)، ومقابلة الجملة بالجملة، فمقابلة الجملة بالجملة : يكون في (تقابل المماثل)، ولا غرابة فيه. ويكون في (تقابل المخالف) وهذا على وجهين:

أحدهما: أن يكون بين المقابَل والمقابِل؛ بُعْد، وهذا ممّا لا يحسُن استعماله، وهو غير موجود في(القرآن)، و(الحديث)، و(النهج)(58).

وثانيهما : ما كان بين المقابَل والمقابِل نـوع مناسبـة وتقابل(59) ، كما في قوله ـ تعالى ـ ((كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها))(60)، فإنّ (الرحمة) ليست ضدّاً لـ(الشدّة) وإنّما ضدّ الشدّة (اللين)، إلاّ أنّه، لمّا كانت الرحمة سبباً للين، حسُنت المقابلة بينهما ـ الرحمة والشدة ـ ...

ومثل هذا وجدت في (النهج) قول الإمام : «أيُّها الناسُ، المُجتمعةُ أبدانُهم، المختلفةُ أهواُؤهم، كَلامُكُمْ يُوْهِي الصُمَّ الصِّلاب، وَفِعْلُكُمْ يُطمِعُ فيكُم الأعْدَاءُ...»(61)، فقد قابل (المجتمعة) بـ(المختلفة)، وهي مخالفة لها، ليست مثلها، ولا ضدّها، وإنّما (المجتمعة) ضد (المتفرّقة)، إلاّ أنّه لمّا كان الاختلاف قريب من التشتت والافتراق، فهما من نتائجه، فما يسببه (الاختلاف) التباعد، والافتراق، فحسنت المقابلة بينه، وبين (الاجتماع)، فهنا مناسبة بين (المقابَل، والمقابِل)، تلك هي تأويل لفظ (مختلفة)، وتقييدها بما يناسب المقابِل، وهو (الاجتماع)، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى، فان (الاجتماع) للأبدان والشخوص، فلم يجُز له أن يقول: (المجتمعة أهواؤهم)، لأنّ الآراء، أو ما تميل إليه قلوبهم، لا تجتمع، بل تتّحد، وتتآلف، وكذلك لم يجُز له أن يقول: (المختلفة أبدانهم) فإنّ في النظم غرابة ترتفع إلى الصورة الكلّية فيه.

وفي قوله (كلامكم)، قابله بـ(فعلكم)، وهو مخالفٌ له، وليس بضدّه، وإنّما (الكلام) ضد (السكوت)، إلاّ أنّه لما كانت الأفعال هي حركة الإنسان والكلام ؛ حركة الشفتين مع إخراج الصوت من الفم من دون حركة للأعضاء الباقية، إلاّ إذا أراد المتحدّث أن يحرك عضواً من أعضائه. فهناك مناسبة بين (الكلام)، و(الفعل)، ولهذا حصل التقابل، ويفهم من السياق؛ أنّهم مجتمعة أشخاصهم، أو أجسامهم، ليسوا على رأي واحد، كلامهم يضعف جلاميد الصخور من قوته، ولكن فعلهم، لا يحركون به ساكناً فيطمع فيهم الأعداء، فإنّه أراد أن يقول: (إنّهم لا يقاتلون في سبيل الله...).

أليس هذا غريب سياق النظم سببه التضادّ في أفراد كلماته؟

ومثل هذا أيضاً قوله (ع) : «فوالذي لا إله إلاَّ هُو، إنَّي لَعَلى جادّةِ الحَقِّ، وَإنّهُم لَعَلى مَزَلَّةِ الباطل...»(62).

ولا يخفى حسن المقابلة بين (الجادّة)، وبين (المزلّة)، وهي مخالفة لها ليست مثلها، ولا ضدها، فـ(الجادّة) هي: معظم الطريق، أي: واسعه، وسويّه(63) و(المزلّة)؛ موضعه، أو الموضع الذي يزلُّ فيه الإنسان(64). فضدُّ (الجادّة): التعرّج, وضدّ (المزلّة) : الثبوت، أو الموضع الذي يثبت فيه الإنسان، ولا يتحرّك, ولكنّه؛ استعمل (الجادّة) مجازاً، وعنى بها: (طريق الصواب، أي: طريق الشريعة الإسلامية)، وعنى بـ(المزلة) معنى مجازاً أيضاً، من (الزلل)، الموجب للسقوط في (الهلكة)، أي: ارتكاب الخطأ.

فـ(الزلل)؛ سبب يردي صاحبه إلى الباطل، و(الجادّة)؛ الطريق الواضح وهي سبب أيضاً, لأنّها تقود سائرها إلى الحق.

فهنا لا يخفى لطف إضافة (الجادة) إلى الحق، وإضافة (المزلة) إلى الباطل، لأنّه لا يحسن أن يقول: (وإنّهم لعلى جادة الباطل)، لأنّ (الباطل) لا يُوصف (بالجادّة)، فتعوّض عنها بلفظ (المزلّة) كالمزلقة، موضع الزلق والمغرقة؛ موضع الغرق، والمهلكة: موضع الهلاك ...

فالمقابلة لم تكن بمجرد لفظي (الجادّة)، و (المزلّة)، بل هناك مناسبة بين (المقابِل)، و(المقابَل)، وحسن إضافتهما، جعل المقابلة في النظم (كلياً), لأنّ طريق الحقّ كان واضحاً جلياً ثابتاً بالنية والبرهان، يوصل سالكها إلى منزل الزّلفى وجنّات النعيم، وطريق الباطل، كان تمويهاً، وتدليساً مخالفاً للواقع، يزلّ فيه قدم سالكه، ويزلق، فيهوى إلى دركات الجحيم، أعاذنا الله وإياكم منها.

وأزد على ذلك؛ فإنّ إضافة (الجادّة) إلى الحق جذباً وترغيباً إليه، وإضافة (المزلة)للباطل ابتعاداً، وتنفيراً منه. فإذن حصلت الغرابة في السياق الكلّي لنظم المقابلة، بقدر ما أثارت من مشاعر غنية اتصلت بذلك النظم. ومثل هذا في (النهج) كثير(65).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المقابلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نجفيون :: المنتديات التعليمية :: اللغة العربية وعلومها-
انتقل الى: