على مدار تاريخ كرة القدم ,لم يسلم التحكيم دوما من تلقي سهام النقد و التلميح و التي وصلت في بعض الأحيان الى التجريح من جانب كافة عناصر اللعبة المستديرة.
فتارة يجد الإعلام في التحكيم ضالته لتقديم الأعذار و التبريرات لفوز أو هزيمة غير مستحقة و مرة أخرى يكون مستوى التحكيم هو الحل لدى العديد من فئات المجتمع لتقبل أمر واقع.
وعطفا على ماسبق كان التحكيم متصدرا لمشهد من أسوأ مشاهد الكرة العالمية و المتمثلة في فضيحة المراهنات الشهيرة و التي ضربت ارجاء الكرة الإيطالية في كل عناصر اللعبة.
ومن هذا المنطلق ....أجرى حوارا هاتفيا مع الحكم الإيطالي الشهير والمعتزل جان لوكا باباريستا وسألناه عن التحكيم و قضية المراهنات و الظلم الذي تعرض له و مواضيع اخرى ....فكان هذا الحوار:
قبل الحديث عن التحكيم و قضية المراهنات ....نود ان تخبرنا بما تفعله بعد اعتزالك التحكيم؟
اعمل حاليا في قناة تلفزيونية ايطالية واحلل بعض المباريات في التلفزيون الإيطالي و أقوم ببعض الأعمال التسويقية و العلاقات الدولية في مدينتي.
تركت التحكيم و انت في أوج عطائك ..هل فكرت في العودة مجددا للتحكيم؟
لم تراودني الفكرة و لم أقم بالتحكيم منذ اربع سنوات ...مازلت امارس العمل الرياضي من خلال عملي التلفزيوني وليس من خلال التحكيم داخل الملعب و ان اسعيد بهذا.
هل حزنت لخروجك من التحكيم بمثل هذه الطريقة في قضية المراهنات الشهيرة؟
بالتأكيد لم أكن اتمنى ان اخرج بهذه الطريقة و لكني ظلمت.
كيف تم ظلمك وما مدى تأثير هذه القضية على حياتك؟
منذ ذلك الوقت و ان اقوم بتوضيح وجهة نظري للجميع ...أوضح لهم بأني ظلمت و لم اشارك في هذه القضية و مازالت أعمل على توضيح عدم مشاركتي في مثل هذه القضية و اني قد تعرضت لظلم شديد. و لكني سعيد لأنه قد تم تبرأتي من جانب القضاة وانه لم يكن لي ذنب في هذه الفضيحة.استطيع العمل في كرة القدم و أي مكان حكومي ...بعد تبرئتي من قبل المحكمة. هذا كل ما استطيع توضيحه الآن في هذا الشأن.
بمناسبة حديثنا عن فضيحة المراهنات ...ماهو تقييمك للموقف؟
بالفعل هي مشكلة خطيرة جدا..واعتقد انه على اللاعبين احترام القوانين و الأنظمة و التي تنص على عدم المراهنة و نفس الأمر ينطبق على المدربين و الإداريين و الحكام والمسؤولين...كما ان اللاعبين يتقاضون أموالا طائلة و لايجب عليهم خرق القوانين.
وكيف ترى الحل؟
لابد من معاقبة المذنب و بطريقة قوية لردع الجاني , و يجب التأكد من المخطئ لتجنب اثارة الشكوك حول الأبرياء
ماهي مقومات الحكم لضمان نجاح مسيرته؟ ومن كان يعجبك؟
العدل و الهدوء و التركيز الدائم...دائما ما كنت أحرص على خلق علاقة جيدة بين اللاعبين و المدربين قبل المباريات و اشعرهم بأني ساحكم بينهم بالعدل.انا كنت دائما معجب بكولينا فهو حكم ناجح و له شخصية و رؤية في الملعب و حازم و كان يحظى باحترام الجميع و اتمنى ان يكون مثلا يحتذى به للجميع.
على ذكر التحكيم الناجح , كيف كنت ترى سهام النقد الشديدة لحكم مباراة كارثة استاد بورسعيد و التي تداولها الإعلام الدولي؟
لقد تابعت الأوساط الرياضية تلك الكارثة على مدار أيام عديدة و فوجئت من تعليق البعض بأنه كان يجب على الحكم انهاء المباراة أثناء سيرها و لا اعتقد ان هذا القرار منطقي لأنه كان سيؤدي الى العديد من الصدامات غير محسوبة العواقب. في رأيي ما قام به ذلك الحكم كان منطقي ومقبول اما عن تأمين المباراة فانها مسؤلية امن الملعب.
اذن أنت تؤيد استكماله للمباراة حتى في وجود دلائل لخطر ممكن ؟
بالطبع لو كانت هناك شواهد لخطر سأخطر الأمن فورا للتأمين و لن استكمل المباراة حتى يتم تأمين الملعب جيدا.