كيف يكون رجلاً؟

يمثل الرجل السكن والمودة والرحمة. الرجل هو من يستخدم قواه في الحق، وينظر إلى المرأة بأنَّها مخلوق مساوٍ له في الإنسانيَّة.. فيحميها، ويصونها، ويحترمها، ويقدرها. الرجولة هي الصدق، والأمانة، والإخلاص، والصبر، والتضحية. إنَّ الرجل من يحترم قراراته، ويقدر معنى الاعتذار لو أخطأ، والندم لو أذنب، فكيف يكون الرجل رجلاً عندما يتخلى عن مبادئه، وعن شهامته، وعن أدبه؟ كيف يكون الرجل رجلاً وهو يستخدم قوته ليتغلب على امرأة، فيكذب، ويخادع، ويخون، ويتجبَّر، ويهدِّد، ويتوعد؟ نعم كيف يكون الرجل رجلاً عندما يتخلى عن أخلاقه، ويتنازل عن مسؤولياته، وواجباته؟ كيف يكون الرجل رجلاً وهو يرى المرأة أقل أهميَّة منه، ويعتقد أنَّه الأهم، والأفضل، والأعقل، والأعلى، والأذكى، والأقوى، والأكفأ، والقادر على فعل كل شيء، وهي لا تفقه، ولا تفهم أي شيء؟ كيف يكون الرجل رجلاً عندما يرفض أن يعالج زوجته إذا مرضت ويبرِّر ذلك بحجة أنَّ الزوج لا يلزمه علاج زوجته إذا مرضت؛ لأنَّها كالدار المستأجَرَة، فلا يلزم المستأجر أن يصلح ما يقع منها حتى وهو يستخدمها؟ لكن يلزمه شراء زينتها؛ لأنَّها تتزيّن له بينما علاجها وكفنها لا يلزمانه؟ كيف يكون الرجل رجلاً عندما يطلق زوجته دون أي سبب، أو لمبررات واهية وحتى من دون علمها، ولا يمنحها الحق في تقرير مصيرها فيطلقها متى ما شاء، ويردّها متى أراد وكأنّها نعجة يقودها كما يشاء، ويبيعها متى ما شاء.. كيف يكون الرجل رجلاً، وهو يسبب الألم والحزن لشريكة حياته، فيضربها، ويهينها، ويشعرها بالقهر والمذلة؟ كيف يكون الرجل رجلاً وهو لا يهتم بمصلحة أبنائه بعد الطلاق، ويجعلهم يدفعون ثمن أخطائه، ويقوم بحرمانهم من أمهم، ولا يلتزم بمصاريفهم، أو يدبر خططًا للانتقام من والدتهم في شخصهم فيدمر نفسياتهم، أين الخوف من الله، وكيف يتهاون في حمل الأمانة التي في عنقه، وأين الحق والرحمة والعدالة والمسؤوليَّة؟ كيف يكون الرجل رجلاً وهو يفشل في الإنصات والحوار والتفاهم مع أقرب الناس إليه؟ كيف يكون الرجل رجلاً وهو يعتبر ثقة المرأة في نفسها تكبراً وغروراً فيعصف بكيانها، ويستهزئ بثقافتها ويحتقرها، وينتقص من آدميتها وينعتها بأبشع الصفات؟
نعم أكره ذلك الرجل الذي يفخر بأنَّ له القوامة. وهو لا يعرف معناها، ولا يعلم ما هي أسسها وواجباتها، وأن القوامة هي في الأصل تكليف ومسؤوليَّة، وليست تشريفًا. أيَّها الرجل حتى تستحق الحبَّ والتقدير والاحترام. تأكد أولاً أنَّك جدير بها، فالحياة حوار ونقاش وتفاهم. الحياة أخذ وعطاء، مسؤوليات وواجبات.