رزاق الميالي محمدُ في قلبي
دولتي : الجنس : الساعة : عدد المساهمات : 514 نقاط : 1526 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 04/09/2012 الأوسمة :
| موضوع: من أسمـــــــاء العقل الجمعة سبتمبر 28, 2012 7:51 pm | |
| أسماء العقل :
للعقل أسماء عديدة , فمن أسمائه : اللُبّ , و الحِجَا , و الحِجْر , و النُّهَى .
و لا يخفى أن لهذه الأسماء ارتباطاً بالمعاني التي تقدم ذكرها :
فقد سمّي ( عقلاً) لأنه يَعْقِلُ صاحبه عن ركوب الشهوات , و إتيان المكاره و المضار . و سمّي (لبـًّا) لأنه صَفوة الروح ولبُـابه و خالصه , و لبُّ كل شيء خالصه و محضه .
و سمّي (الحِجَـا) لإصابة الحجّة به , والاستظهار على جميع المعاني بصحته , ومنه يقال : حَاجَّيتُهُ فَحَجَجْتُهُ : إذا نَاظَرتُه فَأَبْكَمتُه .
وسمّي (حِجْرًا) لأنه يَحْجُرُ عن رُكُوب المناهي , و منه يقال : حَجَرَ الحاكم على فلان , و حَجَرَالوالد على ولده : إذا منعه . والإنسان إذا كان ضابطًا لنفسه , رابطًـا ِلجَأْشِه , فهو ذو حِجْر , و كذلك يقال للحِصْن حِجْر , لأنه يتُحَصَن به .
وسمّي ( النُّهَى) لأنه ينتهي إليه الذكاء و المعرفة و النظر , و هو نهاية ما يمنح العبد من الخير المؤدي إلى صلاح الدنيا و الآخرة (2). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التفكير فريضة إسلامية , لعباس محمود العقاد , ص8 . (2) انظر هذه المعاني في كتاب : الذخائر و الأعلاق في آداب النفوس و مكارم الأخلاق , لأبي الحسن سلام بن عبد الله الباهلي الإشبيلي , ص5 .
قال الراغب الأصفهاني : " اللُبّ : العقل الخالص من الشوائب , وسمي بذلك لكونه خالص ما في الإنسان من معانيه , كاللُّّّّّباب و اللُّب من الشيء . وقيل : هو ما زكى من العقل , فكل لُبٍّ عقل , وليس كل عقل لبـًّا . و لهذا علّق الله تعالى الأحكام التي لا تدركها إلا العقول الذكيّة بأولي الألباب "(1) . " (اللبُّ) الذي يخاطبه القرآن وظيفته
عقلية , تحيط بالعقل الوازع و العقل المدرك و العقل الذي يتلقى الحكمة و يتعظ بالذكر و الذكرى , و خطابه لِـأُنَاسٍ من العقلاء , لهم نصيب من الفهم و الوعي أَوْفَر من نصيب العقل الذي يكــفّ صاحبه عن السوء , ولا يرتقي إلى منزلة الرسوخ في العلم , و التمييز بين الطيّب و الخبيث , و التمييز بين الحسن و الأحسن في العقول"(2) . ونجد كلمة ( النّهى ) وردت بمعنى العقل في موضعين من سورة ( طه ) : قوله تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُولِي النُّهَى }(3)(4) . " و النُّهية هي العقل الناهي عن القبائح , جمعها نُهى , و تنهية الوادي :
حيث ينتهي إليه السيل "(5) , لذا خاطب الله الإنسان بالانتهاء عن المعاصي في مواضع عدة من القرآن(6) , لأن العقل هو الذي يكبح جماح النفس عن التردي في المهالك .
وفي موضع من القرآن سُمّي العقل ( حِجْرًا ) , و ذلك قوله تعالى : { هَل فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ }(7) , قال الراغب الأصفهاني : " فقيل للعقل حِجْر لكون الإنسان في منع منه , مما تدعوا إليه نفسه "( , و قال ابن كثير : { هَل فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْر } أي
لذي عقل و لب و حجا , و إنما سمي العقل حجرًا لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال و الأقوال "(9) . وورد لفظا : (الحُكم ) و ( الحِكْمة ) بمعنى الفهم و العقل , في أكثر من موضع في القرآن , و منها : قوله تعالى : { و آتَيْنَـهُ الحُكْمَ صَبِيًا }(10) , وذلك في يحي . و قوله تعالى : { وَ لَقَد آتَيْنَا لُقْمَانَ الحِكْمَةَََ }(11) . و ذكر يحي بن سلاّم أن المراد ب( الحُُُكم ) و( الحِِِِِكمة ) في هذه الآيات:العقل والفهم . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ | |
|