أل
وتنقسم إلى قسمين:
(أل) الاسمية.
و(أل) الحرفية.
أولاً:
ـ (أل) الاسمية
اسم موصول بمعنى (الذي)، وتدخل على الصفات المشتقة كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة.
ـ مثال دخول (أل) الاسمية على اسم الفاعل:
الشاهد في قوله تعالى: لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ . الحج: 22/ 53.
دخلت (أل) على اسم الفاعل (قاسية)، وهي هنا اسم موصول بمعنى (الذي).
وفي قوله تعالى: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ .الحج: 22/ 25.
دخلت (أل) على اسم الفاعل (عاكف)، وهي هنا اسم موصول بمعنى (الذي).
والعائد عليها الضمير في (قلوبهم) و (فيه) .
ـ ومثال دخول (أل) الاسمية على اسم المفعول:
الشاهد في قوله تعالى: وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا البقرة: 2/ 233.
ـ ومثال دخولها على الصفة المشبهة:
الشاهد في قوله تعالى: وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ . البقرة: 2/ 267.
وفي قول الشاعر:
السّامِعُ الذَمَّ شَرِيْكٌ لَهُ *** وَالمطعمُ المأكولَ كالآكلِ
الإعراب:
السامع: أل: اسم موصول مبني على السكون بمعنى (الذي) ولا يظهر عليها الإعراب لأنها مع الصفة بعدها بمنزلة الشيء الواحد فكأنهما المركب المزجي يظهر إعرابه على الجزء الأخير منه.
سامع: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.
الذم: مفعول به لاسم الفاعل منصوب وعلامة نصبه الفتح الظاهر على آخره.
شريك: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.
وجملة (سامع الذم شريك له) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
له: جار ومجرور متعلقان بـ (شريك).
الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
المطعم: معطوف على السامع مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره .
المأكول: مفعول به لاسم الفاعل منصوب وعلامة نصبه الفتح الظاهر على آخره .
كالآكل: الكاف: حرف تشبيه وجر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
الآكل: اسم مجرور وعلامة جره الكسر الظاهر على آخره.
وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر للمبتدأ (مطعم).
والجملة من (المطعم ...كالآكل) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول (أل).
وفي قول عنترة:
الشاتمي عرضي ولم أشتمهما *** والناذرين إذا لم ألقهما دمي
أل: في البيتين: في "السامع"، و"المطعم"، و"المأكول"، و"الآكل"، و"الشاتمي"، و"الناذرين"، اسم موصول.
وفي قول الفرزدق :
منَ القومِ الرسولُ الله منهم *** لهم دانت رقابُ بني معد
وتقدير الكلام: الذين رسول الله منهم، فحذف الاسم اكتفاء بالألف واللام.
الإعراب:
من: حرف جر مبني على السكون، وحرِّكَ آخره بالفتح منعاً لالتقاء الساكنين لا محل له من الإعراب.
القوم: اسم مجرور بحرف الجر (من) وعلامة جره الكسر الظاهر على آخره.
الرسول: أل: اسم موصول بمعنى (الذي) مبني على السكون في محل جر صفة لـ (القوم)، ولا تظهر عليه علامات الإعراب لأنه مع الصفة بعدة بمنزلة الشيء الواحد.
رسول: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره. وهو مضاف.
الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسر الظاهر على آخره.
منهم: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف للمبتدأ (رسول).
والتقدير: من القوم الذين رسول الله منهم.
لهم: جار ومجرور متعلقان بالفعل (دانت).
دانت: دان: فعل ماض مبني على الفتح.
والتاء: حرف للتأنيث مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
رقاب: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره. وهو مضاف.
بني: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة. وهو مضاف.
معد: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسر الظاهر على آخره.
وجملة (رسول الله منهم) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
ـ وقد تدخل (أل) الموصولة على الأفعال المضارعة، وذلك قليل، وقد اعتبرها بعض النحويين زائدة.
والشاهد في قول الفرزدق :
ما أنت بالحكم الترضى حكومته *** ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
والشاهد في البيت قوله (الترضى)، حيث دخلت (أل) الموصولة على الفعل المضارع ولم يسمع بهذا إلا في الشعر .
ثانياً:
ـ (أل) الحرفية:
وهي (أل) التعريف وليس لها إعراب، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع:
1. (أل) العهدية:
ـ وهي لتعريف المعهود الذهني .
والشاهد في قوله تعالى: إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا . التوبة: 9/ 40.
ومثل قولك: جاء الضيف، أي: الضيف المعهود الذي نفكر في قدومه وننتظره.
ـ أو لتعريف المعهود الذِكْرِ.
الشاهد في قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ . النور: 24/ 35.
ومثل قولك: اشتريت المنزل ثم بعت المنزل .
ـ أو لتعريف المعهود الحضوري.
والشاهد في قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً المائدة: 5/ 3.
الإعراب:
اليوم: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتح الظاهر على آخره متعلق بـ (أكملت).
أكملت: أكمل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بـ (تاء) الفاعل.
والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
لكم: جار ومجرور متعلقان بـ (أكملت) أيضاً.
دينكم: دين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتح الظاهر على آخره، وهو مضاف.
والكاف: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية.
الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
أتممت: أتمم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بـ (تاء) الفاعل.
والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
عليكم: جار ومجرور.
نعمتي: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتح المقدر على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة مناسبة الياء. وهو مضاف.
والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
الواو: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
رضيت: رضي: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بـ (تاء) الفاعل.
والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
لكم: جار ومجرور.
الإسلام: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتح الظاهر على آخره.
ديناً: حال منصوب وعلامة نصبه الفتح الظاهر على آخره.
2. (أل) الجنسية:
ـ وهي الدالة على استغراق الجنس الحقيقي:
الشاهد في قوله تعالى: إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . العصر: 103/ 2.
ـ أو الدالة على استغراق الجنس مجازاً، وهي ترد لشمول الجنس زيادة مجازاً، و ترد لشمول خصائص الجنس على سبيل المبالغة.
الشاهد في قوله تعالى: وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ البقرة: 2/ 220.
أي: كل من توفرت فيه صفات الفساد وتوفرت فيه صفات الإصلاح.
3. (أل) التي لبيان الحقيقة:
ـ وهي التي تبين حقيقة واقعة معينة.
الشاهد في قوله تعالى: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ . الأنبياء: 21/ 30.
فالمقصود حقيقة هو الماء.
وقولك: أحب الأمانة وأكره الخيانة .
ثالثاً:
(أل) الزائدة:
ـ وهي الداخلة على الاسم المعرفة، أو النكرة فلا تغير من التعريف أو التنكير.
ـ مثال دخولها على المعرفة:
مثل قولهم: إن المأمون بن الرشيد أحد خلفاء بني العباس.
فـ (المأمون، والرشيد، والعباس)، معارف قبل دخول (أل) عليها، وهي بالتالي لم تفدها تعريفاً جديداً.
ـ مثال دخولها على النكرة:
مثل قولهم: أدخلوا الطلاب الأول فالأول.
فكلمة أول نكرة لأنها حال، وعندما أدخلنا (أل) عليها لم تخرجها من دائرة التنكير .
وتنقسم (أل) الزائدة إلى نوعين:
1. (أل) الزائدة اللازمة:
ـ التي اقترنت بالاسم منذ عرف عند العرب ولم تفارقه، وهذه الأسماء معرفة في أصلها كأسماء الأعلام ومنها: السموأل بن عدياء، واللات، والعزى.
وبعض الظروف مثل: الآن.
وبعض الأسماء الموصولة: التي، والذي .
2. (أل) الزائدة العارضة:
ـ وهي التي توجد في الاسم حيناً ولا توجد فيه حيناً آخر، وهذا النوع مما يضطر إليه الشعراء عند الضرورة.
مثل قول الشاعر :
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلاً *** ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
فأدخل الشاعر (أل) على كلمة (أوبر) اضطراراً لأن العرب عندما تستعملها تذكرها بدون (أل)، لأنها من أعلام الجنس فتقول: بنات أوبر.
ـ كما يضطرون لإدخال (أل) على التمييز وهو في الأصل مجرد منها ، بل لا تدخل عليه البتة.
مثل قول راشد اليشكري:
رأيتك لما أن عرفت وجوهنا صددت *** وطبت النفس يا قيس من عمرو
فأدخل الشاعر (أل) على كلمة (نفس) وهي تمييز وذلك اضطراراً .
***
المصادر: ذات المصادر التي سبق ذكرها.